النساء والاضطرابات النفسية

النساء والاضطرابات النفسية

النساء والاضطرابات النفسية

خلصت البحوث الى ان المرض النفسي هو عبارة عن خلل في شخصية الإنسان، وتسبب له عدد من المشاعر السلبية منها الشعور بالضيق والقلق ويجعله غير قادر على القيام بالأمور الطبيعية اليومية في الحياة، كما أنه من الممكن أن يكره الفرد نفسه ولا يتقبلها بسبب الاصابة بالمرض النفسي ومن الممكن ايضا ان يرفض العالم الخارجي ويرفض حضور الاجتماعات الاسرية والاجتماعية ايضا. يظهر المرض النفسي لدى النساء والرجال في أي عمر من الأعمار نتيجة لعدد من الأسباب والأحداث التي يمر بها الإنسان في حياته اليومية.

النساء والصحة النفسية:
يعاني النساء من عدد من المخاطر لأشكال معينة من الأمراض النفسية والعقلية نتيجة لتقلبات الهرمونات المرتبطة بفترة الحيض الشهرية، والحمل/ الولادة وانقطاع الطمث.

في حين تشير بعض التقديرات الحديثة إلى أن المرأة تشكل 60-70% من المترددين على العيادات النفسية الخاصة والعامة، وذلك يرجع الى عدد من الاسباب، ومنها ما تواجهه المرأة من تحولات في مرحلة منتصف العمر.

وقد أثبتت الدراسات أن المرأه تكون اكثر عرضة للاضطرابات النفسية في مرحلة المراهقة فيما بعدها، ومن حيث احتياجه للرعاية النفسية، وقد بينت معظم الدراسات ان النساء يحتجن الى الرعاية النفسية في شتى المراحل العمرية.

غير أنه تصيب النساء حالات من الاكتئاب الحاد والأمراض التي تصيب الإناث فقط والتي تدعى اكتئاب ما بعد الولادة والذهان التالي للوضع، ومع ذلك، فمن المهم ملاحظة أن الكثير من الأمراض النفسية لدى المرأة لها أساس بيئي، على سبيل المثال، قد تتعرض الكثير من النساء الى الاعتداء الجنسي (أحد أكثر مصادر اضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة أو اضطراب ما بعد الصدمة).

 

التشخيص المختلف للنساء:
غالباً ما يضع الأطباء معايير مختلفة للنساء عند تشخيص وعلاج مشاكل الصحة العقلية والنفسية، فحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، لدى النساء فرص أكبر في تلقي تشخيص وعلاج مرض الاكتئاب أكثر من الرجال، حتى عندما يكون لديهن نفس الأنواع وأعراض الاكتئاب، فعند علاج مشاكل الصحة النفسية، من الأرجح أن يصف الأطباء الأدوية المضادة للاكتئاب وغيرها من الأدوية للنساء أكثر من الرجال.

لماذا النساء لديهم مشاكل نفسية اكثر من الرجال؟
تشير الابحاث ايضا ان الرجال في شتى أنحاء العالم وخاصة في العالم العربي، لا يملكون الشجاعة الكافية للتعبير عن مشاعرهم مقارنة بالنساء، او انهم لا يستطيعون التعبير عن مشاكلهم النفسية ومشاعرهم الكامنة بشكل صحيح، أو انهم يخجلون من طلب المساعدة أو طلب العلاج النفسي والذهاب الى المصحات العلاجية النفسية، وذلك لاسباب كامنة اهمها ان التركيب البيولوجى والعقلي للرجل يجعله يثق بقدراته النفسية والعقلانية وتجعله معتمدا على ذاته ورفض طلب المساعدة في الكثير من الأحيان.

العلاج بمضادات الذهان غير التقليدية:
مضادات الذهان غير النمطية، والمعروفة أيضًا باسم مضادات الذهان من الجيل الثاني، هي عبارة عن أدوية يتم تعديلها وفقًا للعقل والمزاج،وهي تهدف إلى نتائج علاجية فعالة مع تقليل مخاطر الآثار الجانبية الخطيرة المرتبطة بالأدوية المضادة للذهان القديمة.

أبحاث ونتائج:
في الدراسة التي نُشرت في أرشيف صحة المرأة العقلية، قام باحثون من كلية الطب في مايو كلينك، وكلية الطب بجامعة هارفارد، عيادة كليفلاند ومستشفى ماساتشوستس العام ومستشفى ماكلوش في هارفارد باستخدام مشروع يضم 1000 رجل وامراة، بالغين بين الأعمار، من 18 الى 45 لتقييم مدى تكرار ظهور بعض الأمراض العقلية في كل من الجنسين، وقد استخدم الباحثون الأدوية مضادات الذهان غير النمطية المحددة كعلاج للمرضى، وقد تلقى جميع المشاركين من الذكور والإناث على الأقل واحد من هذه الأدوية.

بعد الانتهاء من الدراسة، خلص الباحثون إلى أن النساء اللواتي يتلقين مضادات الذهان غير التقليدية كجزء من علاجهن أكثر احتمالا بنسبة 59 بالمائة من نظرائهم الذكور في الحصول على علاج رئيسي للإكتئاب، ولدى هؤلاء النساء أيضاً فرص أكبر من الرجال في تلقي علاج اضطراب القلق (71 في المائة على الأرجح ، واضطراب المزاج ثنائي القطب (21 في المائة على الأرجح أيضا ) واضطراب تعاطي المخدرات (37 في المائة على الأرجح).

اختلافات فردية بين النساء:
بالاضافة الى الاختلافات بين الرجال والنساء في الصحة النفسية والعقلانية، تختلف النساء عن بعضها في مواجهتهم لأزمات الصحة النفسية والعقلانية، حسب عددا من الفروق الفردية، فهناك نساء يتقبلن الأمر بواقعية، وتمرعليهن الأزمة دون إحداث آثار جانبية حادة تؤثر على حياتهم في الحاضر والمستقبل.

وبالطبع فان للمرحلة العمرية التي تمر بها المراة دور مهم في ذلك، فهناك نساء لم يتقبلوا الفكرة و يكونوا أكثر عرضة للاكتئاب والانحدار بسبب الامراض النفسية و هناك نساء يقومون بتحدي أنفسهن وتخطي الأزمة بأمان.